مستقبل البلينا بين يدي الشباب هل ينجح الواعدون في قلب الطاولة السياسية
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في دائرة البلينا يظهر المشهد الانتخابي هذا العام اكثر تعقيدا واثارة من اي وقت مضى فبين الوجوه التقليدية التي اعتاد عليها الناخبون طوال السنوات الماضية وبين الطاقات الشبابية الواعدة التي تحاول اقتحام الساحة السياسية تتصارع اليوم رؤى مختلفة واهداف متعددة ما يجعل كل يوم من هذه الانتخابات اختبارا حقيقيا لقوة التأثير على الرأي العام
الوجوه الشابة هذه المرة ليست مجرد اسماء جديدة على القوائم الانتخابية بل برامج قائمة على اسس واضحة تستهدف الناخب مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي باسلوب حديث يجمع بين الطموح والواقعية بين الحلم بالتحول السياسي والقدرة على التواصل الجماهيري هذه الطاقات تحاول كسر القالب التقليدي للسياسة المحلية لتثبت ان الشباب قادر على تقديم بدائل حقيقية تتجاوز الكلمات الى افعال ملموسة على الارض
في المقابل ما زالت الوجوه التقليدية تتمتع بنفوذ واسع وامتداد طويل داخل الدائرة سواء عبر علاقاتها السياسية او من خلال خبرتها في ادارة الحملات الانتخابية والتواصل مع القواعد الشعبية هذه الخبرة تجعلها خصوما اصعب امام الشباب خصوصا عندما يتعلق الامر بالقدرة على جمع الاصوات وتثبيت مواقع النفوذ في المجتمعات المحلية
لكن دائرة البلينا تتميز بعوامل محلية تجعل المشهد الانتخابي اكثر تشابكا المال السياسي الذي يظهر احيانا بشكل علني واحيانا في الخفاء لا يمكن تجاهله حيث يلعب دورا مهما في دعم الحملات الانتخابية وبناء شبكات التأثير بين الناخبين الى جانب ذلك تلعب التحالفات السياسية والتكتلات دورا رئيسيا في رسم موازين القوى فالتكتل القوي قد يحسم المنافسة قبل دخول الانتخابات فعليا
ولن يغفل المراقب عن الدور القبلي في الدائرة الذي قد يغير قواعد اللعبة فالعصبية القبلية والتأثير العائلي والاجتماعي لا تزال عناصر مؤثرة تتداخل احيانا مع المنطق السياسي لتشكل مزيجا معقدا بين الولاء التقليدي والرغبة في التغيير
الناخب في البلينا اليوم امام قرار صعب هل يختار الامان المألوف في الوجوه القديمة ام يغامر ويمنح ثقته للشباب الطامح الذي يملك افكارا جديدة وربما قدرة اكبر على مواجهة التحديات المستقبلية هذا القرار لا يؤثر فقط على الدورة الحالية بل قد يشكل مؤشرا مهما لمستقبل سياسي جديد في الدائرة حيث يشكل الناخب حجر الاساس لأي تحول حقيقي
السؤال الاكبر يبقى هل ستنجح الوجوه الشابة في ترسيخ حضورها على الارض وتحويل الدعم الافتراضي على منصات التواصل الاجتماعي الى قاعدة جماهيرية ملموسة قادرة على منافسة القوى التقليدية ام ان ظهورها الحالي ما هو الا محاولة لبناء قاعدة صغيرة قد تتحول في المستقبل الى قوة سياسية اكبر
في النهاية انتخابات البلينا هذا العام ليست مجرد عملية انتخابية عادية بل اختبار للاجيال وتجربة حقيقية لاعادة تعريف السياسة المحلية انها فرصة للشباب لاثبات قدرته على صنع التغيير وفرصة للناخب ليكون الحكم الفعلي على مستقبل دائرته مؤكدا ان السياسة ليست فقط للخبرة والتقليد بل لمن يمتلك الجرأة والرؤية والاصرار على التغيير
هذه الانتخابات قد تكون علامة فارقة في تاريخ البلينا حيث يختبر فيها مدى قدرة الطاقات الشابة على الاستمرار والبقاء في المشهد وتحديد من سيكون القادر على صناعة تأثير طويل الامد على الحياة السياسية المحلية بل وربما على المستقبل البرلماني لمصر كلها


















