18:10 | 23 يوليو 2019

"رحلة كفاح من فقدان البصر إلي السرطان " مستشفي 57357 تكرم بنت قرية شطورة الأولي بالمرحلة الأعدادية الأزهرية بسوهاج

3:24pm 15/09/25
صورة أرشيفية
محمد خلف السمان

في قلب قرية شطورة التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، وُلدت آية السيد مهني السيد، فتاةٌ حباها الله بعقلٍ نير وإصرارٍ عظيم، لكن الحياة لم تكن سهلة عليها. آية نشأت في أسرة بسيطة تعشق العلم وتؤمن بأن التعليم هو السبيل الوحيد لتغيير المستقبل.
بدأت رحلتها الدراسية في التعليم العام، ولكنها واجهت تحديًا كبيرًا بسبب ضعف دعم هذا القطاع لذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة المكفوفين. هذا النقص في الدعم ترك في نفسها أثرًا عميقًا، لكنه لم يكسر عزيمتها. في الصف السادس الابتدائي، اتخذت قرارًا حاسمًا بالانتقال إلى التعليم الأزهري، حيث وجدت البيئة المناسبة لتنمو وتزدهر.
تحت إشراف كبار المشايخ، أثبتت آية تفوقها وتحدت كل الصعاب. لم تكن إعاقتها البصرية هي العقبة الوحيدة في طريقها؛ فقد كانت تُصارع أيضًا مرض السرطان اللعين الذي كان ينهش في جسدها. ومع ذلك، لم تستسلم. بل حولت الألم إلى وقود للاجتهاد والمثابرة. كرست آية نفسها لدراستها، وقضت سنواتٍ طويلة في البحث والتعلم، مؤمنةً بأن التعب اليوم هو نجاح الغد.
وبعد خمس سنوات من الكفاح المتواصل، جاءت لحظة الحصاد. في العام الدراسي 2025، حققت آية ما كان يُعتبر حلمًا للكثيرين؛ حيث أصبحت الأولى على محافظة سوهاج في الشهادة الإعدادية الأزهرية للمكفوفين. لم يكن هذا التفوق مجرد نتيجة لمذاكرة عابرة، بل كان تتويجًا لإرادة صلبة وقصة كفاحٍ ملهمة.
تكريم آية لم يأتِ فقط من أهل قريتها، بل امتد ليشمل مسؤولين كبارًا؛ فقد كرّمها وزير التربية والتعليم، ومحافظ القاهرة، ورئيس مؤسسة مستشفى 57357، عرفانًا بجهودها الاستثنائية. قصة آية ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي رسالة أمل لجميع من يواجهون الصعاب، ودعوة للمجتمع لتقدير ودعم أمثالها.
آية السيد مهني السيد هي بالفعل مثالٌ يُحتذى به في الصبر، والإصرار، والكفاح. قصة فتاة من سوهاج لم تدع الألم يوقفها، بل جعلت منه سلمًا نحو القمة.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum