عبدالحى عطوان يكتب : الشائعات السياسية.. رياح السموم العفنة التي حان وقتها

اليوم وفى ظل اقتراب المعترك الانتخابي لمجلس النواب ومع ترامى الشائعات فى كل الإتجاهات خاصة وانا أحد الشخصيات التى تستهدفنى تلك الأكاذيب يومياً حتى أصبحت لا التفت إليها فقد تحصنا ضدها وبقوة وعلى رائ مقوله المناضل البطل ياسر عرفات" يا جبل ما يهزك ريح " ومع الشائعات التى طالت النواب خلال تلك الفترة وأبرزهم شائعتان ضد النائب نشأت فؤاد عباس وجدت دافعاً قوياً أن أكتب لعل وعسي أن يفيق البعض من غفلته أو يراجع بالعقل ما تتلقفة اذناه أو يراعى ضميرة ودينه حينما يتناول الناس بالباطل
فى البداية نؤكد على مفهوم مهم ليس كل ما ينشر أو يذاع هو الصدق ففي دروب السياسة، خاصة مع المجتمعات الغير مثقفة والغير واعية والتى يسيطر على عقول مواطنيها الجهل والخرافات لا تسير الحقائق دائمًا كما هى، بل يكسوها غبار كثيف من الشائعات.هي كلمات عابرة، تتسلل همسًا في البداية، ثم تتضخم ككرة ثلج، حتى تغدو رأيًا عامًا يصدقه البعض ويشك فيه البعض الآخر، بينما يبتسم صانعها في الظل وقد حقق ما أراد.
ثانيا..بطبيعة الحال منذ القدم السياسة بطبعها أرض خصبة للشائعات، فهي ميدان صراع النفوذ والمصالح، وأي اهتزاز في صورة مسؤول أو مؤسسة، قد يكون أثمن من رصاصة في معركة.خاصة مع قطيع يغذى تلك الشائعة بقصد وعمد دون وازع ضميرى
ثالثا...ولأن الجماهير متعطشة دومًا لأنها تصدق لهوى فى نفسها، فإن الشائعة السياسية تجد قلوبًا مستعدة لاحتضانها، وعقولًا منهكة تقبلها دون تحقق.فالجميع يرى فى الشائعة ضالته ليردد مع العبقرى احمد ذكى فى فيلم ضد الحكومة "كلنا فاسدون " حتى تهدأ ضمائرنا من الصوت الداخلى الذى ينازعنا بمبدأ الثواب والعقاب
ومن المؤكد أن هناك عوامل كثيرة تغذى الشائعات خاصة فى مجتمعنا المتدين بطبعة على رأسها الفراغ المعلوماتي فحين يغيب البيان الرسمي، يتصدر المشهد خبر ملفّق يملأ الفراغ. كذلك الأزمات الكبرى مثل أزمات الاقتصاد أو الانتخابات أو القرارات المفصلية تجعل الناس أكثر قابلية لتصديق أي خبر يفسر الغموض وأيضاً من بين تلك العوامل الرغبة في التشويه سواء تشويه الخصوم السياسيين أو الشخصيات العامة أو الناجحين لمحاولة إضعاف ثقة الجماهير فيهم وفى قياداتهم. بالإضافة إلى أهم نقطة اليوم وهى السوشيال ميديا وصفحات التواصل خاصة الصفحات الوهمية التى أصبحت مثل مستنقع البرك فالجاهل والحاقد علية أن يستيقظ مبكرا ليمسك بصفحته ويكيل الاتهامات ويشوه الحقائق معتقدا أنه عبدالناصر أو السادات أو أحد الرسل الذين ارسلهم الله لتقويم ومحاسبة البشر فتلك المواقع تُضخّم الكلمة وتحوّلها في ساعات إلى قناعة عند الآلاف المغيبين عقلياً ودنيياً
والمضحك فى الأمر وما نحتاج التوقف أمامه طبيعة الناس اليوم فقد تغيرت كثيراً فلديهم دافع أن يصدقوا اى شىء حتى ولو ضد المنطق والدين والطبيعة فالناس باتوا يبحثون عن بطل يصدقونه أو خصم يلعنونه، فتأتي الشائعة لتمنحهم ما يريدون.
ولأن "الجميع يقولون ذلك"، فيظن المرء أن الإجماع دليل على الصحة، ولو كان كاذبًا.
والخلاصة ..علينا جميعا قبل نقل الشائعة أن نناقشها بالعقل والمنطق والدين ونعالجها بكلمة أوضح من الهمس، وببيان أسرع من الظل، وبإعلام لا يلهث وراء الإثارة بل يسعى لترسيخ الحقيقة.نقاومها بالوعي، فالشائعة لا تعيش إلا في عقول أغلقتها الجهالة أيضا نقاومها بالثقة، فحين يكون بين المواطن ومؤسساته وربه وضميره جدار متين من الصدق، لن يجد الكاذب موطئ قدم.
الخاتمة...الشائعة السياسية ليست مجرد خبر كاذب، بل طلقة رصاص تضعف الثقة، وتزرع الفتن، وتفتح الطريق أمام المجهول.
ولذلك، فإن اليقظة والوعي هما السلاح الحقيقي، لأن الشعوب التي تحسن قراءة ما وراء الكلمات، لا تسقط ضحية الوهم والاكاذيب والشائعات والفتن فكلما تحصنا بثقتنا بأنفسنا وعلاقتنا بالله لن تؤثر فينا تلك الشائعات ..وشعرة من رؤؤسكم لا تسقط إلا بأمر منى... وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا...
ونصيحة لتلك النوعية من مطلقى ومروجى الشائعات حاسب نفسك اولًا وبلاش تفتش فى ضمائر الناس ..ربنا لم يخلقك لتحاسب البشر أو لتكون رقيب عليهم.. أشتغل لنجاحك يمكن ربنا يكرمك ..