18:10 | 23 يوليو 2019

الحميلي يكتب : طأطأ وحدقة.. في زمن العجائب

12:01pm 15/09/25
خالد محمد الحميلي
خالد محمد الحميلي

في كل حارة وشارع وقرية لازم تلاقي اتنين زي طأطأ وحدقة.
الأول ماشي مطأطأ راسه، عامل نفسه غلبان ومسكين، لكن جوّه دماغ مليانة حيل وتلاعب، يعرف يزوغ زي السمكة،  المصلحة تحكم تصرفاته شغل خدامين .
أما التاني، حدقة، فاسمه على مسمّاه: عينه تسبق عقله. طول الوقت بيرقب، بيركّز في اللي حواليه، ويحسبها بالمسطرة. لا يفوته سر، ولا يعدي قدامه لقمة إلا ويحسب هو نصيبه منها قبل ما توصل لصاحبها.
الاتنين عاملين ثنائي غريب:
طأطأ يمثل "الاستسلام الكدّاب"، يبان مطيع، لكن وقت الجد يخطف اللقمة من بوقك.
حدقة يمثل "الانتهازية العلنية"، اللي شايف إن الدنيا لعبة شطارة، واللي ما يخطفش هو الخسران.
الغريب إن المجتمع ساعات بيصفّق لهم. الناس تقول: "شُفت؟ دول شطار.. بيعرفوا يخلّصوا نفسهم".
لكن الحقيقة إن أمثال طأطأ وحدقة هما اللي بيخلو الدنيا راجعة لورا، يضحكوا على الطيب، ويسرقوا عرق الكادح، ويخلوا المخلص يبان غشيم.
خلاصة القول:
طأطأ وحدقة مش مجرد أسماء، دول رموز.
رموز لناس عايشة بينا، لابسة وشوش مختلفة، بس دواخلهم وحدة: مصلحة قبل كل شيء، وخداع قبل أي قيمة.
والمجتمع اللي يسيب طأطأ وحدقة يكبروا، لازم يستنى يوم يشوف فيه الحق مرمي على الأرض، والباطل ماشي في المواكب.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum