مندوب مصر بالأمم المتحدة يحذر من مخطط إسرائيل لإعادة هندسة الوجود الفلسطيني في غزة ويشيد بالدور المصري

خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي التي انعقدت لمناقشة الأوضاع في غزة كشف السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عن توجه إسرائيلي خطير يسعى إلى إعادة هندسة الوجود الفلسطيني في القطاع وأوضح عبد الخالق أن هذا المخطط يتجسد في عمليات تهجير قسري للسكان وتجويع ممنهج وتدمير للبنية التحتية مما يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على غزة وتغيير تركيبتها السكانية والاجتماعية بشكل جذري

وأكد مندوب مصر أن هذا التوجه لا يمت بأي صلة إلى القانون الدولي أو المعايير الإنسانية محذرًا من تداعياته الكارثية على السلم والاستقرار الإقليمي والدولي وقال عبد الخالق إن مصر تتابع الأوضاع عن كثب وتدين هذه السياسات التي تهدد حياة المدنيين الأبرياء وتعمل بلا كلل على دفع المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لمنع المزيد من الانتهاكات

وشدد عبد الخالق على أن الدور المصري في الأزمة الفلسطينية ليس فقط دبلوماسياً بل إنسانياً أيضًا حيث تسعى مصر منذ بداية التصعيد إلى حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية كما تلعب دور الوسيط النزيه لحث الأطراف على التهدئة ووقف الأعمال العدائية وهو ما يرسخ المكانة المصرية كفاعل رئيسي وموثوق في الساحة الدولية

وأشار التقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أن إسرائيل أظهرت نية واضحة لفرض سيطرة دائمة على غزة من خلال عمليات هدم ممنهجة للبنية التحتية وتوسيع المنطقة العازلة وإنشاء محاور عسكرية وأمنية ما أدى إلى سيطرة إسرائيل على نحو 75% من القطاع بحلول يوليو 2025 ورفضت البعثة الإسرائيلية نتائج التقرير ووصفتها بالمتحيزة مؤكدة أن هدفها محاربة حركة حماس التي شنت هجومًا دمويًا في أكتوبر 2023

وجاءت كلمة مندوب مصر بمجلس الأمن لتعكس مواقف الدولة الثابتة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والتأكيد على ضرورة احترام السيادة الفلسطينية وحقها المشروع في الحياة والكرامة والأمن وأشاد عبد الخالق بالدور المصري التاريخي في المنطقة مؤكداً أن مصر ستستمر في تحركاتها الدبلوماسية والإنسانية لإيقاف العدوان وحماية المدنيين ولتعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 كخطوة حاسمة نحو تحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة

هذا الموقف يعكس قدرة مصر على الجمع بين الدبلوماسية الفاعلة والجهود الإنسانية العملية ويؤكد على التزامها الراسخ بالقيم الإنسانية والقانون الدولي ويجعلها صوتاً قوياً ومؤثراً في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني .