مصر تهاجم أمريكا وتطالب بإلغاء حق الفيتو: واشنطن لا تُحسن استغلاله

جددت مصر انتقاداتها الحادة للولايات المتحدة الأمريكية بسبب استخدام حق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن، مؤكدة أن واشنطن لا تُحسن استغلال هذه الآلية التي تحولت ـ بحسب وصف القاهرة ـ إلى أداة لتعطيل القرارات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وملفات الشرق الأوسط.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة ترى أن استمرار احتكار القوى الكبرى لحق الفيتو يُكرس لغياب العدالة الدولية ويُضعف الثقة في منظومة الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة استخدمت هذا الحق مراراً لحماية إسرائيل من أي مساءلة دولية بشأن انتهاكاتها.
وأضافت المصادر أن الموقف المصري يعكس رؤية أوسع داخل المنطقة تدعو إلى إصلاح هيكل الأمم المتحدة، بحيث يُلغى أو يُقيد استخدام الفيتو، ليصبح مجلس الأمن أكثر تعبيراً عن الإرادة الجماعية للدول الأعضاء، لا رهينة لمصالح القوى الخمس الكبرى.
وأكدت القاهرة أن حق النقض لم يعد وسيلة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين كما كان يُفترض عند تأسيس المنظمة الدولية، بل أصبح أداة سياسية بيد قوى محدودة لفرض أجنداتها، وهو ما يتعارض مع مبدأ المساواة بين الدول وسيادة القانون الدولي.
وتأتي هذه التصريحات المصرية في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل المجتمع الدولي لإصلاح منظومة مجلس الأمن، مع تنامي الانتقادات لآليات عمله، خاصة مع الأزمات الممتدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا وأفريقيا، حيث بدا المجلس عاجزاً عن التوصل إلى قرارات حاسمة بسبب "الفيتو" المتكرر.
وتؤكد مصر أن إلغاء حق الفيتو أو على الأقل إعادة النظر في ضوابط استخدامه أصبح ضرورة مُلحة، إذا كان العالم يريد بالفعل نظاماً دولياً أكثر توازناً وعدالة.