غزة تبتسم والسيسي يكتب تاريخ الشرق الأوسط ثقة ترامب والمخابرات المصرية ترسم مسار السلام
في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة يظهر دور مصر ليس كوسيط عابر بل كقائد يملك مفاتيح التأثير وصنع القرار الاستراتيجي في الشرق الأوسط ما حدث في غزة أمس لم يكن مجرد خبر يمر مرور الكرام بل لحظة ستظل محفورة في الذاكرة السياسية والشعبية يوم خرج فيه أهل غزة إلى الشوارع يبكون فرحًا بعد سنوات طويلة من المعاناة والحصار والدمار مشهد يعكس حجم الألم الذي عاشوه وحجم الأمل الذي أشرق من جديد
القاهرة في هذا الملف لم تتصرف كطرف ثالث بل كدولة صاحبة رؤية واضحة وقدرة على إدارة الملفات المعقدة من قوة جهاز المخابرات المصرية التي أثبتت خبرتها في ضبط الملفات الحساسة إلى الثقة الأميركية التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاهرة باعتبارها القادرة على فرض التوازن ومنع الانزلاق نحو فوضى إقليمية قد لا ينجو منها أحد
الرئيس عبد الفتاح السيسي اختار الطريق الأذكى الانتصار بالسلام ففي وقت يظن فيه البعض أن الانتصار لا يتحقق إلا بالقوة العسكرية أثبتت مصر أن القرار السياسي المدعوم بقراءة استخباراتية دقيقة يمكن أن يحقق نتائج أكبر وأكثر تأثيرًا من أي مواجهة عسكرية هذه ليست مجرد خطوة دبلوماسية بل رسالة واضحة للعالم مفادها أن اللعب بمصائر الشعوب مغامرة كارثية وأن الطريق الوحيد للاستقرار هو السلام المبني على العدالة والتوازن
منذ لحظة الانطلاق وحتى إعلان التهدئة لعبت المخابرات العامة المصرية دور اللاعب الهادئ والذكي الذي يعرف متى يتحرك ومتى يصمت ومتى يضغط لتعيد ترتيب الأوراق في منطقة كانت على شفير الانفجار القاهرة لم تكن مجرد متفرج أو وسيط بل كانت قلب المعادلة واللاعب الذي يفرض احترامه على الجميع من واشنطن إلى أطراف الصراع المحليين حتى أولئك الذين شككوا في قدرة مصر على التأثير
الثقة التي منحها ترامب لمصر لم تكن اعتباطية بل نتيجة تقدير حقيقي لقدرة الدولة المصرية على فرض التوازن وقراءة المشهد بدقة وتحويل الصراع من حالة توتر محتملة إلى فرصة للسلام وهو ما عزز مكانة مصر على المستوى الإقليمي وأعاد تعريف مفهوم القيادة في الشرق الأوسط ليس بالقوة العسكرية فقط بل بالذكاء السياسي والقدرة على إدارة ملفات الأمن القومي بحنكة
اليوم عندما تبتسم غزة بعد سنوات من الحزن والمعاناة يصبح واضحًا أن مصر ليست مجرد دولة جغرافية أو قوة عسكرية بل مركز تأثير قادر على إعادة رسم خارطة الاستقرار الإقليمي السيسي أثبت أن الانتصار الحقيقي هو الانتصار بالسياسة وأن السلام المدروس هو أقوى من الحرب غير المحسوبة
ويبقى السؤال الأهم بعد هذا النجاح الكبير هل يدرك قادة المنطقة والعالم أن زمن المغامرات العسكرية والصفقات الخاطئة قد انتهى وهل فهموا أن صوت الفرح والأمل الذي سمعناه في شوارع غزة اليوم أقوى من صوت الدمار والحروب التي طال أمدها
مصر اليوم تثبت أن الدور الإقليمي لا يُصنع بالحديث أو الشعارات بل بالإرادة بالاستراتيجية وبالقدرة على تحويل الأزمة إلى فرصة للسلام رسالة واضحة لكل من يشكك في مكانة القاهرة في قيادة الشرق الأوسط
هذا الإنجاز ليس لحظة سياسية عابرة بل فصل جديد في تاريخ المنطقة يكتب اليوم بفعل الذكاء السياسي المصري ويعيد رسم حدود التأثير الإقليمي ليصبح صوت مصر مرجعًا للسلام والأمن والاستقرار .



















