18:10 | 23 يوليو 2019

السيسي يعيد كتابة معادلة الشرق الأوسط من شرم الشيخ إلى غزة

12:11pm 09/10/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

لم تكن شرم الشيخ هذه المرة مجرد مدينة تحتضن مؤتمرا جديدا أو قمة عابرة بل تحولت إلى مسرح لحدث سيظل علامة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط اتفاق سلام يوقف الحرب في غزة بعد عامين من الدم والمعاناة ويعيد للأرض صوت الحياة وللمنطقة بارقة الأمل من جديد
وراء هذا الحدث تقف القاهرة بثقلها التاريخي وقيادتها الراسخة ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يكتف بدور الوسيط التقليدي بل صنع مسارا سياسيا جديدا عنوانه الواقعية والشجاعة والحكمة
منذ اندلاع الحرب لم ترفع مصر شعارات بل رفعت الهاتف وأطلقت تحركاتها الميدانية والدبلوماسية عبر المخابرات ووزارة الخارجية والجهات المعنية لتنسج خيوط اتفاق بدا مستحيلا في بدايته لكنه تحقق بالإصرار والإدارة الهادئة التي تميز نهج الدولة المصرية في عهد السيسي
الواقع أن هذا الاتفاق لم يأت هدية من أحد بل نتيجة لرؤية مصرية صلبة تؤمن أن الأمن القومي لا يتجزأ وأن استقرار غزة هو جزء من أمن مصر واستقرار المنطقة بأكملها
لقد أثبت السيسي أن السياسة لا تدار بالعواطف ولا تقاس بالخطابات الحماسية بل بالفعل والنتيجة فعندما يعلن العالم من شرم الشيخ وقف الحرب وبدء تنفيذ خطة سلام برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة فذلك يعني أن مصر استعادت موقعها كقلب للعروبة ومحور للتوازن الدولي
الرسالة التي خرجت من أرض السلام كانت واضحة أن مصر لا تبحث عن مجد زائف بل عن سلام حقيقي يضع حدا لمعاناة الأبرياء ويمهد لمستقبل جديد لا مكان فيه للإرهاب ولا للمغامرات السياسية التي يدفع ثمنها الشعوب
السيسي أدرك أن المنطقة لن تستقر ما لم يتوقف نزيف الدم الفلسطيني وما لم يفتح الباب أمام تسوية عادلة وشاملة تحفظ الحقوق وتصون الكرامة الإنسانية لذلك تحرك بخطوات محسوبة وواقعية بعيدا عن المزايدات
لقد أعاد الرئيس المصري تعريف مفهوم القوة الناعمة في زمن تآكلت فيه القيم السياسية فجعل من الدبلوماسية المصرية سلاحا يوازي الجيوش ومن صوت مصر رسالة سلام تسمع في كل عاصمة
اتفاق شرم الشيخ ليس مجرد نهاية لحرب بل بداية لمرحلة جديدة عنوانها أن القاهرة عادت لتقود لا لتتابع وأن السيسي أثبت أن الزعامة ليست منصبا بل مسؤولية تحملها الأفعال لا الكلمات
التاريخ سيسجل أن هذه اللحظة لم تكن صدفة بل نتيجة لرجل آمن أن السلام ليس ضعفا بل قمة القوة وأن مصر لا يمكن أن تكون إلا في صف الإنسانية والعدل والكرامة.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum