المونوريل.. إنجاز جديد يكتب فصلاً في تاريخ النقل الحديث بمصر
يوم ٩ نوفمبر ٢٠٢٥ ليس مجرد تاريخ لافتتاح مشروع جديد، بل هو علامة فارقة في مسيرة الدولة المصرية نحو مستقبل ذكي وحديث. فبدء تشغيل المونوريل المصري يمثل نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري داخل مصر، ويجسّد رؤية واضحة نحو بناء شبكة مواصلات عصرية تربط المدن الجديدة بالعاصمة الأم بكفاءة واستدامة.
إن هذا المشروع العملاق يعكس رؤية القيادة السياسية برئاسة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في بناء بنية تحتية متطورة تواكب المعايير العالمية وتدعم أهداف رؤية مصر 2030. إنه ثمرة تخطيط دقيق وجهود متواصلة من الدولة ووزارة النقل وهيئة الأنفاق وشركاء التنمية الذين عملوا بإخلاص لإنجاح هذا الصرح.
تمتد المرحلة الأولى من المشروع من استاد مدينة نصر حتى العاصمة الإدارية الجديدة بطول يقارب ٥٦ كيلومترًا، وتضم ٢٢ محطة مجهّزة بأحدث النظم والتقنيات، بما يجعلها نموذجًا للنقل الكهربائي النظيف والذكي الذي يخفف الازدحام المروري ويوفر الوقت والجهد على المواطنين.
إن المونوريل ليس مجرد وسيلة نقل، بل هو رمز لمرحلة جديدة من التنمية الشاملة التي تشهدها مصر. فهو يربط بين المجتمعات العمرانية الجديدة والمناطق السكنية والتجارية والإدارية، ويفتح آفاقًا استثمارية واسعة في المناطق التي يمر بها، بما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني وجودة الحياة.
وما أراه في هذا المشروع، أنه تجسيد حقيقي لإرادة مصر في التغيير والبناء. فهو ليس فقط إنجازًا هندسيًا، بل رسالة قوية تؤكد أن الدولة المصرية قادرة على تنفيذ مشاريع عملاقة في وقت قياسي، بفضل التخطيط، والقيادة، وسواعد أبنائها المخلصين.
إن المونوريل خطوة جديدة على طريق الجمهورية الحديثة، جمهورية تبنى على الإيمان بالقدرة، والإصرار على الإنجاز، والثقة بأن المستقبل في مصر يُصنع الآن، وبأيدٍ مصرية تؤمن أن لا مستحيل مع الإرادة.
د. علي الدكروري



















